رسالة معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث ويوم البيئة العربي
- رفاق عدنان
ككل عام، تحتفل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب مع مكونات المجتمع الدولي في الثالث عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر باليوم العالمي للحد من الكوارث، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة للتنويه بمدى أهمية اتخاذ التدابير والإجراءات الفعالة للوقاية من الكوارث الطبيعية والحوادث الجسيمة، وفرصة لمزيد من توعية الناس وتفعيل الاستراتيجيات والبرامج والخطط الهادفة إلى بناء وتطوير مجتمعات مؤهلة وقادرة على مواجهة تلك الكوارث والتقليل من تأثيراتها.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث هذه العام تحت شعار "دور التعليم في حماية وتمكين الشباب من أجل مستقبل خال من الكوارث"، للتأكيد على أهمية التعليم في تنمية التربية الوقائية والتصرف السليم خاصة لدى الأطفال والشباب، ولدعوة الدول إلى تعبئة قطاع التربية والتعليم وتفعيل دوره في الحد من مخاطر الكوارث.
وتتم هذه التعبئة الهادفة إلى الاستثمار في مجال حماية الأطفال والشباب، من خلال مدارس آمنة وبيئات تعليمية مناسبة، وبمؤسسات تربوية قادرة على الصمود في مواجهة الكوارث، وكذلك من خلال تمكين هؤلاء الأطفال والشباب من حماية أنفسهم من خلال تزويدهم بالمعلومات المناسبة لأعمارهم، حتى يفهموا المخاطر التي يواجهونها وكيفية التعامل معها، وما يتطلبه ذلك من تعزيز استعدادهم للتحرك بسرعة استجابة للإنذارات المبكرة.
كما تركز أيضا على لفت الانتباه وخلق الاهتمام لدى مختلف الفاعلين والمعنيين، لدعم أفضل الممارسات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وعبر جميع القطاعات والمجالات، من أجل تطبيق أفضل لجهود إدارة مخاطر الكوارث والعمل على الحد بصورة كبيرة من أضرارها التـي تلحق بالهياكل الأساسية الحيوية بما يساعد على تحقيق أهداف "إطار سنداي".
وبالموازاة مع ذلك، يأتي الاحتفال بيوم البيئة العربي لهذا العام، تحت شعار "إعادة تأهيل الأراضي وتعزيز القدرة على الصمود" للتأكيد على أن عملية استصلاح الأراضي تعد أداة فعالة وناجعة، وأن تدبيرها المستدام بكفاءة كفيل بالمساهمة في تحسين سبل العيش وتعزيز القدرة على الصمود والتقليل من التلوث الكربوني وخلق أراض أكثر إنتاجية واستعادة التنوع البيولوجي والحفاظ عليه.
وكما هو معلوم، تعاني المنطقة العربية ندرة المياه وانحسار الأراضي الصالحة للزراعة، نتيجة الأنشطة البشرية غير المستدامة والتغير المناخي، مما يؤثر سلبًا في صحة الإنسان وجودة الحياة، ويتطلب الأمر ضرورة التعاون والتنسيق بين جميع الشركاء، لإصلاح النظم الطبيعية ووقف تدهورها في المنطقة العربية، بما ينعكس إيجابًا على النهوض بالزراعة والمراعي والغابات ومصائد الأسماك، إضافةً إلى المناطق الساحلية والأراضي الرطبة.
وتشكل هاتان المناسبتان، فرصة للتذكير بالجهود التـي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب في مجال مواجهة الكوارث والحد من تأثيراتها وتنمية البيئة والمحافظة عليها، حيث أقر المجلس العديد من القوانين والاستراتيجيات والخطط والأدلة، منها الاستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني) التـي تـم إقرارها عام 1997م وجرى تحديثها عام 2016م، والخطة العربية للحماية المدنية، والخطة النموذجية لمواجهة الكوارث والخطة الإعلامية للتوعية من مخاطر الكوارث.
وفي المجال البيئي، سبق وأن أقر المجلس القانون العربي النموذجي لحماية وتنمية البيئة (2002م)، كما اعتمد خطة نموذجية عربية للتوعية الإعلامية من مخاطر الجرائم الماسة بسلامة البيئة وكيفية المحافظة عليها من التلوث، وأقر كذلك بندا دائما على جدول أعمال المؤتمر العربي للحماية المدنية (الدفاع المدني) يتعلق بالمستجدات في أخطار تلوث البيئة وسبل مكافحتها.
كما أن الأمانة العامة تتابع كافة المستجدات التي تطرأ في هذا المجال على الصعيد العربي والإقليمي والدولي وتزود الدول العربية بها، للمساهمة في وقاية بلداننا ومجتمعاتنا من أخطار الكوارث، فضلا عن تعزيز مقدرات شعوبها وحماية ثرواتها الاقتصادية الوطنية، وتحرص كذلك على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الجهات والمؤسسات المعنية في الدول العربية، بما يكفل تبادل الخبرات في كافة الجوانب المتعلقة بحماية البيئة وإدارتها وتفادي الكوارث والحد من آثارها، والعمل على تطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية للمواطن، كما تقوم بإعداد وتعميم العديد من الدراسات والكتيبات والمطويات الإرشادية، واعتماد العديد من التوصيات والقرارات ذات العلاقة، إضافة إلى تنظيم ندوات وورشات تدريبية في هذا المجال، كما تنظم كل سنتين على هامش المؤتمر العربي لرؤساء أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) مسابقة توعوية في أحد مجالات الحماية المدنية والإنقاذ تشارك فيها الدول الأعضاء بأفلام وكتيبات ونشرات مطويات وملصقات مختلفة.
ولاشك أن الجهود والمساعي المبذولة من أجل الوقاية من الكوارث وحماية البيئة والحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات، أضحت مسؤولية يتقاسمها الجميع، من مؤسسات حكومية وغير حكومية وقطاع خاص وهيئات مجتمع مدني وأفراد، لذا فإننا نهيب بالجميع إلى الاحتفال بهذين اليومين، وتنظيم تظاهرات وفعاليات مختلفة واستثمار كل الأدوات والوسائل المتاحة في التوعية بأهمية الاستعداد ومجابهة الكوارث والأزمات والحفاظ على البيئة وتنميتها، لينعم الجميع بحياة صحية في بيئة نظيفة وآمنة.